مهنة الطرابيشي (صانع الطرابيش)


كانت فى وقت من الأوقات مصدر دخل أساسى لأصحابها ورغم اعتماد أجدادنا وآبائنا عليها قديما إلا أنها أصبحت فلكلورا لها بقايا فى الأسواق القديمة .. وتنوعت هذه المهن ما بين يدوى أو على ماكينات صغيرة بدائية.
ومن قلب قاهرة المعز وبالتحديد فى شارع الغورية بمنطقة الحسين حيث يوجد أقدم محل لصناعة الطرابيش وربما يكون هو الوحيد الباقى حتى الآن.
وهو محل الحاج «أحمد محمد الطرابيشى» أقدم محل لصناعة الطرابيش فى قاهرة المعز، نجد أولاد الحاج الطرابيشى يعملون ومازالوا يمتهنون نفس المهنة التى كانت لجدودهم وآبائهم رغم وفاة صاحب المحل «الحاج الطرابيشى» لتنفيذ وصية والدهم الذي أوصاهم بعدم إغلاق المحل لعدم انقراض المهنة.
أبناء «الحاج أحمد الطرابيشى» قالوا هذا المحل الذي ارتدي منه الملوك الطرابيش ومنهم «الملك فاروق» و«الملك الحسن» ملك المغرب وشيوخ الأزهر الشريف كما أن شيخ الأزهر الراحل «طنطاوي» لا يشترى العمة التي كان يرتديها إلا من محل الطرابيشى في الغورية.




كانت من المهن المحترمة في الأربعينات وكان الطربوش جزء أساسي من الزي ومع قيام الثورة ألغيت الطرابيش وبارت تجارة الطرابيش وكان أصحاب هذه المهنة من أعيان البلد ومن الرجال المحترمين الذين يتمتعون باحترام الجميع من الأشياء الغريبة أن أصحاب هذه المهنة كانوا يتمتعون بالهدوء الغير عادي والصبر وطول البال وسمو الأخلاق لا أدري لماذا ، ومن العادات الغريبة في ذلك الزمان أن الشخص إذا مات يحمل في نعش علي الأكتاف إلي مثواه الأخير ويوضع علي خشبة مرتفعة نسبيا عن جسم النعش الطربوش الذى كان يرتديه أو العمامة أو الطاقية أو الشال ( التلفيعة ) التي كان يغطي بها رأسه لا أدري لماذا وظلت هذه العادة متبعة إليي وقت قريب حتي تم اختراع نعوش حديثة أخف وزنا من الألمنيوم  ( ألوميتال ) . فكان الطربوش ملازما لصاحبه في المقابلات الرسمية والمناسبات المهمة وفي الأعياد والمواساة في العزاء ويصاحبه إلي مثواه الأخير حيث يودع صاحبه مقبرته ويعود الطربوش وحيدا مع ما كان في النعش من مفروشات ليوضع في مكان مميز داخل البيت لا يمسه أحد حتي مضي الزمان ونسي الناس من مات ونسوا أيضا طربوشه الذى مالبث أن ضاع وانقرض وانقرضت معه مهنة الطرابيشي .








0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

المتابعون