الرفاء


(اللي انكسر عمره ما يتصلح)، مثل مصري يوضح أنه لا فائدة من إصلاح الشيء الذي تعرض للتلف، لكن مهنة (الرفا) المهددة حاليا بالانقراض من يعملون بها لا يؤمنون بهذا المثل، فهم يمسكون بالإبرة والخيط في أيديهم بمهارة ليس لحياكة ملابس جديدة، ولكن لإصلاح أي قطع في الملابس أو معالجة تلك التي أصابتها حرارة المكواة أو لإخفاء أي عيوب أخرى كي تعود إلى حالتها الطبيعية.

تعتمد مهنة «الرفا» في الأساس على العمل اليدوي، حيث يتم رفو الملابس بطريقة النسيج باستخدام الإبرة وخيط من نفس قماش الملابس المراد إصلاحها، حيث يلضم الخيط في الإبرة عن طريق فتلة خيط عادية، ثم تغرز الإبرة في طرف القطع أو الثقب وتجر من الطرف الآخر، وتكرر الخطوة السابقة بحيث تكون الخيوط ملاصقة لبعضها حتى يسد القطع تماما، وهو ما يسمى «تلقيط» أو«تلضيم»، ثم تكرر إذا لزم الأمر لكن بطريقة عرضية أي خيط فوق خيط، وأحيانا يلجأ الرفاء إلى عملية «ترقيع» للقطع من الداخل عن طريق وصلة من القماش، وفي الحالتين يتم كي مكان الرفو بالمكواة بعد رشه بالماء.

 بدأت بها منذ أوائل القرن العشرين فقد كانت وقتها الملابس الموجودة تصنع من أقمشة غالية الثمن أغلى من الحرير الطبيعي، وكان أبرزها الشال الكشمير والجلباب الصوف الطبيعي والعباءات الهيلد وقماش الجوخ والتيل، وهذا ما خلق الحاجة إلى وجود الرفا، أما الرفاه فقد كانوا متواجدين في منطقة الأزهر والحسين وخان الخليلي وازداد عددهم في فترة الثلاثينات، ومن هذه الأماكن انتشرت الرفا في ميادين القاهرة مثل عابدين، ووسط البلد، والسيدة زينب، ومنها انتقلت الرفا إلى الإسكندرية والمحافظات المصرية

أكثر أنواع التلف في الملابس تكون من الحروق سواء من حرارة المكواة أو السجاير، كذلك تصيب حشرة (العتة) في الشتاء الملابس المخزنة داخل الدولاب مما يصيب قطعة الملابس الواحدة بعدة ثقوب، وهو ما يزيد الإقبال على الرفا في فصل الشتاء، أما الوسائل الحديثة التي ظهرت لإصلاح الملابس مثل البدرة التي ترش على القطع أو الشرائط اللاصقة، فهى غشا لأنها لا تمكث طويلا ويعود التلف إلى ما كان عليه، بعكس الرفا التي تعيد الشيء لطبيعته و هناك قطع لا تجدي معها الرفا .
الرفا يجب أن يكون صاحب نظر جيد لأن العمل يحتاج للدقة، وأيضا الصبر وطول البال
الرفا في طريقها للانقراض والعاملون بها قلوا جدا، والسبب هو خوف الأجيال الجديدة على فقدان قوة البصر لاعتماد المهنة بشكل أساسى على النظر والدقة و«طول البال» فى استخدام الخيوط بطريقة لا يظهر معها نسيج القماش كأن شيئا لم يتغير به.






0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

المتابعون