الحاوى المتجول


كان " الحاوي " الذي يطوف شوارع المدن والقرى ، الوسيلة الوحيدة لتسلية الناس وابهارهم بألعابه العجيبة ، كالنوم على المسامير والزجاج المكسور ، و" أكل النار " .. حتى صارت مهارته وخفة يده مضرب الأمثال : " ياما في الجراب يا حاوي ".
الحاوى المتجول الذى يخرج اللهب من فمه، ويدخل سيفا طويلا إلى جوفه، أو يخرج أرنبا من طاقيته أو يخرج بيضة من خلف إذن أحد أطفال المشاهدين و كانت تتحول شرفات وبلكونات البيوت إلى مدرجات مسرح ضخم حاشدة بالجماهير، وبمجرد أن كان ينتهي من عرضه كان يحظى بتصفيق حار ويلقون له بالنقود دون أن يطلب منهم ذلك، ولكن الآن أصبحت الشرفات خالية وأصبح الرزق قليل .




منذ زمن طويل ومهنة الحاوي قد ارتبطت في أذهان أبناء المناطق الشعبية بالشخص الذي لديه قدرات خاصة والتي من خلالها يستطيع إبهار جمهوره الذي يقابله في الشوارع والحواري والميادين، ولكن مع تطور الحياة اندثرت مهنة الحاوية في مظهرها الشعبي وخرجت بأشكال أخرى أكثر تطورا وإبهارا ولكن مازال الحاوي الشعبي يبحث عن لقمة العيش بطريقته التقليدية.
 كان قديما يوجد ترحيب من أصحاب المقاهي والناس يتزاحمون علي مشاهدة العروض التي يقدمها الحاوى وكانوا يطلبون منه الحضور للمناطق الشعبية لتقديم العروض. أما الآن ففي كثير من الأحيان يرفض أصحاب المقاهي وجودهم. مما يضطرهم لتقديم العروض في الشوارع والميادين وانتظار قدوم الموالد.

أشارة إلي أن أكل العيش مر لانه يستخدم الكيروسين "الجاز" ويضعه في فمه مما أدي إلي اصابته بحساسية في الصدر. وصعوبة في التنفس بالاضافة إلي تعرضه لكثير من الحروق في وجهه وأصابعه لم تعد المهنة تجني بثمار تعبها ومشقتها، فالحاوي الذي كان معروفا بأن جرابه يحتوي على الكثير، فلم يعد به سوى زجاجة الجاز وشريحة المسامير
 ان المهنة في طريقها إلي الانقراض ولن تكون موجودة سوي في الموالد لعدم دخول أجيال جديدة فيها. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

المتابعون