الأراجوزمن أشهر الدمى الشعبية في مصر على الإطلاق، رغم انحساره في الآونة الأخيرة لقلّة عدد فنّانيه ولسطوة وسائل الإعلام الحديثة، إلاّ أن شهرته مازالت كما هي، بل إن الكثيرين يستخدمون لفظة أراجوز للدلالة على معان مختلفة في معجم الحياة اليومية للمصريين"
الأراجوز : فن من الفنون الترفيهية الشعبية المصرية حبث ينتشر هذا الفن فى المناطق الريفية والشعبية خاصة فى المواسم والأعياد والموالد بمصر
الأراجوز ككلمة ترجع إلى اللغة الفرعونية المصرية القديمة والتى أتطورت وأصبحت اللغة القبطية فيما بعد وكلمة إروجوس : Erougos كلمة قبطية تعنى حرفيا يصنع كلاما معينا ومنها اشتقت كلمة أراجوز العامية الشائعة
وهناك رأى يقول أن أصل الكلمة تركى (Karagöz-Hacivat) ( القره قوز أو الأرا أوز ) ولكن هذا الفن كان موجوداً قبل الغزو العثمانى لمصر ( 1517 ) وقد إزدهر هذا الفن بمصر فى أواخر العصر المملوكى (1250- 1517) وهذا الفن أستخدم أساسا للتعبير عن مشاكل إجتماعية وفى بعض الأحيان كان يعبر عن حس وطنى سياسى للشعب المصرى لم لا يقدر على التعبير به فى هذه الأزمنة التى تميزت بالديكتاتورية السياسية والدينية وجميع قصص هذا الفن هى قصص هادفة يبالغ فيها ولها سمه المبالغة والطرافة وتحمل خفة الدم التى أشتهر بها المصريون وتسعد الأطفال والكبار وعادة ما ينتهى العرض بضحكات الجمهور .
ان الدُّمى تصنع من الخشب إما بواسطة الفنان المؤدي أو صانع محترف، وآخر هؤلاء الصنّاع "محمد الفران" الذي توفي منذ أكثر من ثلاثين عاماً. يقدَّم فن الأراجوز من خلال عدد من الوسائط هي: عربة الأراجوز ـ البرفان ـ الباردة ـ الخيمة.
والأروجوزاتى هو الشخص الذى يقوم بتحرك العرائس ويتكلم على لسانها بأصوات مختلفة وأهم ما يميز هذا الشخص هو كيف يقدم فنه للجمهور حيث قد يتنوع من الصغيير للكبير ومن الفقير للغنى والجاهل والمتعلم لذلك فأول خطوة في عمل الأراجوز هو النظرة المتفحصة للجمهور المتفرج وفرزه لمعرفة أي النمر (القصص) تصلح له وكيف يمكن مخاطبته والتأثير فيه ويعتمد على اكاءه الفطري في التعامل فلا يلفظ الأراجوز لفظا غير مناسب أو يحكى حكايات مملة أو يكرر نفسه حتى لا ينصرف الجمهور عنه.
ويغير الأروجوزاتى صوته ويضع فى فمه أداه يطلق عليه البعض "زمارة" الأراجوز ويسميها أصحاب المهنة بـ"الأمانة" يقوم اللاعب بصنعها وهي عبارة عن قطعتين "استانلس" وكانت قديما تصنع من النحاس ولكنها كانت تصدأ بعد فترة وتسبب مشاكل صحية للاعب الأراجوز؛ لذا اُستبدل بالنحاس الاستانلس توضع فوق اللسان وتحديدا في منتصف الحلق فيخرج منها الصوت الذي نسمعه.
وفى العادة يختبئ هذا الشخص تحت مائدة أو وراء لوح من الخشب به مستطيل مفتوح حيث تحرك عرائسة والتى تكون مشابهه للعرائس العادية
أما عن القصص والمشاهد الذى يقدمها هذا الفن فالحكايات اختلفت وتطورت مع الزمن فالحكايات في الموالد كانت أغلبها ارتجالية تعتمد على التواصل مع الجمهور المتفرج سواء من خلال الأغاني أو الحكايات الشعبية التي يحفظها عن ظهر قلب، أما الآن فحكايات الأراجوز رسائل غير مباشرة موجهة للجمهور خاصة الأطفال تغرس فيهم القيم والأخلاق الحميدة.
وقد أستطاع الفنان محمود شكوكو (1912 - 1985) أن ينقل هذا الفن من المناطق الشعبية ليعرض على المسارح وعلى أبناء الطبقات الغنية والحاكمة فى العصر الحديث .
0 التعليقات:
إرسال تعليق