ظھرت صناعتھا منذ العصر الحجرى الحديث في مصر منذ أكثر من 4000 عام بداية من عصرما قبل الأسرات مرورًا بالعصور المتعاقبة إذ تدل التقنيات الأثرية التي أجريت على أن صناعة الفخار كانت منتشرة منذ آلاف السنين وهذا ما تأكد بالعثور على العديد من الأواني الفخارية في مواقع أثرية مختلفة، تعود إلى الحضارات المبكرة في مصر، والمعروفة بأسماء من أهمها: حضارة البداري، حضارة نقادة الأولى، والثانية، والثالثة، وهي حضارات امتد تأثيرها في ربوع مصر وخارجها.
وقد كانت حاجة المصري القديم اليومية للأدوات المنزلية من أطباق وأكواب وأباريق وأوانٍ لحفظ الغلال والزيوت والحبوب هي السبب وراء لجوء الإنسان المصري لاستخدام الفخار واحتياج السكان إلى الأدوات الفخارية في طهي الطعام وحفظ المياه .
وقد ظهرت الآنية الفخارية بأشكال وتصميمات بدائية متنوعة، تدلل على مهارة الفنان القديم في مصر، وسعيه إلى التعبير عن أفكاره ببساطة وبدائية، تمتاز بالصدق والإبداع، في السبيل لإنتاج الجرار والقدور والآنية الطينية والأطباق وغيرها من قطع الفخار المتمايزة في الشكل والحجم، والتي أمكن له أن يشكلها يدوياً من خلال اعتماده على أدوات بسيطة، إلى أن تعرف لاحقاً - في عصر الدولة القديمة ـ على عجلة التشكيل.
ولكن، بصفة عامة، نرى أن الأوانى الفخارية، فى العصر التاريخى، قد تمیزت بقاعدتھا المستديرة أو المستطیلة؛ ولذا كانت الضرورة تستلزم تثبیتھا فى التربة، أو وضعھا فوق دعامات دائرية الشكل مصنوعة من الطین المحروق.
يعد فن صناعة الفخار من الشواهد الملازمة، والمميزة، لحضارات أمم العالم؛ إذ يعبر عن مدى تطورها وحضارتها. وصناعة الفخار، رغم أنها أبسط أشكال الفن، هي في الواقع من أصعب الحرف. وهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية، ولأنها شائعة بين العامة. ومع ذلك فهي الأصعب؛ لأنها تنطوي على شكل من التجريد.
وأقدم أنواع الفخار كانت تصنع يدويا، من الطين، ثم تترك لتجف تحت الشمس. وبعد اكتشاف النار، كان الفخار يحرق؛ ليصبح أكثر صلابة ومتانة، ويعمر أطول. واخترعت عجلة الفخراني في عصر الدولة القديمة؛ لتدار باليد اليسرى، بينما تشكل القطعة الفخارية باليد اليمنى. وفي العصور المبكرة من الحضارة المصرية، كانت قطع الفخار تزخرف نمطيا؛ بأشكال حيوانية وأشكال معقدة وحليات هندسية ونباتية وحيوانية ملونة. وبداية من الأسرة الرابعة، قل الاهتمام بالزخارف وصنع الفخار العادي للاستخدام اليومي.
وحيث أن الفخار مسامي، فلقد مال الفنانون إلى استخدام حلية زجاجية لإنتاج ما عرف بالخزف المصري؛ الذي كان يصنع بإضافة سليكون الرمل وطبقة زجاجية شفافة، وكان يفضل أن يطلى باللونين الأزرق والأخضر. ثم لقيت صناعة الفخار اهتماما أقل خلال عصر الدولة الحديثة؛ وحلت مكان الفخار أوان زجاجية مزخرفة، بقيت خلال العصرين البطلمي والروماني.
أن صناعة الفخار حدث لها طفرة فى الفترة الأخيرة بسبب دخول الفنانين فى هذا المجال وابتكارهم لتصميمات وأشكال رائعة، وإضافتهم لمسات فنية على أشكال الفخار أدت لتطويره وملائمته للأذواق فى العالم أجمع، علاوة على دخول فن الرسم على السيراميك فى صناعة الفخار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق